داعش/تنظيم الدولة الإسلامية
التحقيقات |القضايا التي دعمتها اللجنة | تقديم المساعدة للجهات القضائية | التحليلات وبناء القضايا | إعداد التقارير العامة |
تعمل لجنة العدالة الدولية والمحاسبة (سيجا؛CIJA) على التحقيق في داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في سوريا منذ أوائل العام ٢٠١٤، حين أنشأت فريقًا مُختصًا بجرائم داعش. ومع بداية العام ٢٠١٥، وسّعت اللجنة نطاق تحقيقها ليشمل الأراضي العراقية، حيث عملت بموافقة حكومة إقليم كردستان. وفي ٣١ آذار/مارس ٢٠٢١، اختتمت اللجنة تحقيقها الطليعي في جرائم داعش في العراق، بعد أن نقلت محفوظات أدلتها إلى حكومة إقليم كردستان وفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد؛UNITAD).
التحقيقات
توصّل محققو لجنة العدالة الدولية والمحاسبة (سيجا؛CIJA) إلى مجموعة واسعة من المواد المتعلقة بداعش، بما في ذلك جوازات سفر لمقاتلين أجانب، وأجهزة حاسوب، ونماذج تجنيد، وغيرها من الوثائق التنظيمية، فقاموا بحفظ أكثر من 59 ألف صفحة من الوثائق في سجلاتهم المخصصة لداعش. بالإضافة إلى الوثائق الأصلية والمواد الرقمية، أجرت اللجنة مقابلات مع أكثر من 2960 شاهدًا في سوريا والعراق والدول المجاورة، بينهم ضحايا، وأفراد عائلاتهم، وشهود آخرين على دراية مباشرة بالتنظيم الإرهابي وجرائمه.
القضايا التي دعمتها اللجنة
كان عمل لجنة العدالة الدولية والمحاسبة (سيجا؛CIJA) محوريًا في تحقيق إدانات في عدّة ولايات قضائية لمحاسبة مقاتلي داعش على مجموعة من الجرائم الدولية والعابرة للحدود الوطنية.
"زهير ج.": أُدين في ميونيخ بألمانيا في آذار/مارس 2019 بتهمة تقديم الدعم المادي لمنظمة إرهابية في حلب بسوريا. حُكم عليه بالسجن سبع سنوات، مع ثلاث سنوات إضافية من الإفراج المشروط. وجدت المحكمة أنّ زهير شغل منصبًا قياديًا في كتيبة محمد بن عبدالله، ومقرّها حلب، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012، مشيرةً أيضًا إلى أنّ الكتيبة أصبحت لاحقًا تابعةً لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. في خلال المحاكمة، أدلى موظفو لجنة العدالة الدولية والمحاسبة بأقوالهم على مدى عدّة أيام. وشَهِد المدير التنفيذي للجنة، بيل وايلي، على أهداف اللجنة وهياكلها وأساليب عملها. والأهم من ذلك، كان الشاهد الرئيس في القضية محققًا ميدانيًا من محققي اللجنة مقيمًا في سوريا، أجاب على أسئلة تتعلق بالمسؤولية الجنائية الفردية الواقعة على زهير.
"أسامة أ. أ.": أُدين في أمستردام بهولندا في تموز/يوليو 2019 بارتكاب جريمة حرب تتمثل في الاعتداء على الكرامة الشخصية والانتماء إلى منظمة إرهابية في الموصل بالعراق والرقة بسوريا بين العامَين 2014 و2016. ويُعدّ هذا الحكم أول إدانة في أوروبا لمقاتل سابق في داعش لارتكابه جرائم حرب. وقد دعمت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة المدعين العامين الهولنديين المسؤولين عن القضية بسلسلة من الأدلة، بما في ذلك تقديم تقرير تحليلي مفصل.
"سارة و.": أُدينت في دوسلدورف بألمانيا في 16 حزيران/يونيو 2021 بموجب نظام قضاء الأحداث الألماني بارتكاب جرائم ضد الإنسانية شملت الاعتداء، والحرمان من الحرية، والمساعدة والتحريض على الاغتصاب، والاسترقاق، والاضطهاد الديني والجنساني، بالإضافة إلى الانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية، وذلك على خلفية جرائم ارتُكبت في الرقة بسوريا. وقد أيّدت محكمة الاستئناف إدانتها. لبّت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة طلبًا لتقديم المساعدة، فقدّمت تقريرًا سياقيًا عن تجارة الرقيق التي مارسها تنظيم داعش، وأسلوب عمله في الرقة، ودور عناصر التنظيم الألمان. كما قدّمت اللجنة للسلطات الألمانية تقريرًا استباقيًا يُفصّل الأدلة المستلمة حديثًا والمتعلقة بجرائم ارتكبها شخص يحمل الكنية المزعومة نفسها التي استعملتها المتهمة وزوجها.
"سامي أ. س.": أُدين في دوسلدورف بألمانيا في 26 آب/أغسطس 2021 بتهمة المساعدة والتحريض على ارتكاب جريمة حرب متمثلة بالقتل، والمساعدة والتحريض على قتل شخص عمدًا، والمشاركة في منظمة إرهابية في الخارج، وحُكم عليه بالسجن تسع سنوات. وأيّدت المحكمة الاتحادية العليا الحكمَ استئنافًا في 5 نيسان/أبريل 2022.
"طه الج.": أُدين في فرانكفورت بألمانيا في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 بتهمة الإبادة الجماعية لتسببه في أذى جسدي أو نفسي جسيم بهدف استرقاق امرأة إيزيدية وابنتها، وثم قتل ابنتها عمدًا، في الفلوجة بالعراق. وقد تم تأييد هذا الحكم استئنافًا.
مجهول: أُلقي القبض عليه في بلجيكا في 28 آذار/مارس 2023 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، بما في ذلك النهب والخطف والتعذيب والقتل العمد والتمثيل بالجثث عندما كان عنصرًا في داعش. قامت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة بتحديد هوية المشتبه به وتعقبته وقدّمت للسلطات البلجيكية ملفًا عنه ولبّت طلبات تقديم المساعدة، بما في ذلك توفير المزيد من الأدلة والتحليلات.
"عامر أ.": أُلقي القبض عليه في مدينة كيل بألمانيا في 6 أيلول/سبتمبر 2023 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب والانتماء إلى منظمة إرهابية، بصفته أحد قادة لواء جند الرحمن المشتبه بهم، على خلفية دوره في العام 2013 في هجوم على قرية يسكنها الشيعة في دير الزور. وقد لبّت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة ثلاثة طلبات لتقديم المساعدة في ما يتعلق بالقضية.
وليد الزيتون: بُرّئ في ستوكهولم بالسويد في 2 أيار/مايو 2024 من تهمة ارتكاب جرائم حرب متمثلة في انتهاك الكرامة الشخصية، والمعاملة المهينة والمذلة، وقتل شخص مشمول بالحماية، يُزعم أنّها ارتُكبت في بلدة الصوانة التابعة لحمص بسوريا. وقد لبّت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة أربعة طلبات لتقديم المساعدة من السلطات السويدية.
"سونيا م.": تم الادعاء عليها في باريس بفرنسا في 14 آذار/مارس 2024 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، بما في ذلك الاسترقاق الجنسي لمراهقة إيزيدية، على خلفية أفعال ارتُكبت في العراق وسوريا وتركيا بين العامَين 2014 و2019. اختُطفت الضحية/المدعية الشخصية في آب/أغسطس 2014 ليتم بيعها بعدئذ لعدّة عائلات جهادية: في سن السادسة عشرة، اشتراها زوج المشتبه بها، المدعو عبد الناصر بن يوسف، الملقب بأبي مثنّى، الذي كان رئيس العمليات الخارجية في داعش في ذلك الوقت. لبّت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة طلبًا لتقديم المساعدة في العام 2022.
"مصطفى م.": أُفرج عنه في كانون الأول/ديسمبر 2024 بعد القبض عليه في ألمانيا في آذار/مارس 2023 للاشتباه بانتمائه إلى منظمة إرهابية أجنبية؛ وارتكاب جرائم حرب متمثلة في القتل، واحتجاز الرهائن، والتعذيب، وإصدار أحكام من دون مراعاة الأصول القانونية؛ وجريمة حرب متمثلة في القتل؛ والقتل العمد؛ وجريمة حرب متمثلة في الاستيلاء غير المشروع على الممتلكات. وكانت اللجنة قد قدّمت للسلطات ملفًا عن المشتبه به، ولبّت أربعة طلبات لتقديم المساعدة، إلى جانب التنسيق المستمر بينها والجهات المعنيّة.
"أسامة أ.": تم اتهامه في كوبلنز في 20 كانون الأول/ديسمبر 2024 بالانتماء إلى منظمة إرهابية أجنبية، وارتكاب جرائم حرب طالت الممتلكات، والمساعدة والتحريض على ارتكاب جرائم حرب ضد الأشخاص، وجرائم ضد الإنسانية في دير الزور في العام 2014. قدّمت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة تقريرًا مفصلًا للسلطات الألمانية بعد طلبها المساعدة أثناء التحقيق.
لينا إسحاق: أُدينت في ستوكهولم في 11 شباط/فبراير 2025 بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وحُكم عليها بالسجن لمدة 12 عامًا، لدورها في استرقاق تسعة نساء وأطفال إيزيديين وإجبارهم على اعتناق الإسلام في الرقة بسوريا في العام 2015. قدّمت اللجنة تقريرًا تحليليًا عن هيكلية داعش في الرقة في هذه الفترة بالإضافة إلى ممارسات الاسترقاق التي انتهجها التنظيم.
مهدي نموش: أُدين في باريس في 21 آذار/مارس 2025 وحُكم عليه بالسجن لمدة لا تقل عن 22 عامًا بتهمة اختطاف أربعة صحفيين فرنسيين في الرقة واحتجازهم كرهائن بين حزيران/يونيو 2013 ونيسان/أبريل 2014، بما في ذلك في مستشفى الأطفال في حلب بسوريا. وقد تمت إدانته إلى جانب عبد المالك تانيم (بالسجن لمدة 22 عامًا) وقيس العبدالله (بالسجن لمدة 20 عامًا) وأسامة عطار (بالسجن المؤبد غيابيًا) وسليم بن غالم (بالسجن المؤبد غيابيًا). لعبت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة دورًا محوريًا في ضمان هذه الإدانة من خلال تقديم أدلة مادية شملت لقطات كاميرات المراقبة من مستشفى الأطفال، بالإضافة إلى شهادات أمام المحكمة. كما أُدين مهدي نموش بقتل أربعة أشخاص في متحف يهودي في بروكسل، في عملية نفذها في أيار/مايو 2014، بعد شهر واحد من إطلاق سراح الصحفيين.
تقديم الدعم لعملية إنقاذ فتاة إيزيدية: ساهمت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة (سيجا؛CIJA) في عملية إنقاذ نفذتها سلطات حكومة إقليم كردستان لفتاة إيزيدية بلغت من العمر ثلاثة عشر عامًا بعد ما يقارب أربع سنوات من الأسر في سوريا، إثر تعرّف محققي لجنة العدالة الدولية والمحاسبة في سوريا والعراق على الفتاة بشكل مؤكد.
تهديد إرهابي وشيك: استطاعت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة تأكيد أدلة تُشير إلى مؤامرة إرهابية وشيكة، وشاركتها على الفور مع السلطات الوطنية المعنيّة.
تقديم المساعدة للجهات القضائية
يشكّل التحقيق في جرائم داعش أولويةً للدول حول العالم في ظل سعي حكوماتها إلى مواجهة خطر الإرهاب العالمي، بما في ذلك محاسبة مواطنيها الذين انضموا إلى التنظيم بصفتهم "مقاتلين إرهابيين أجانب". قدّمت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة (سيجا؛CIJA) الأدلة والتحليلات والمواجز لدعم جهات إنفاذ القانون والادعاء في 16 حكومةً تُجري تحقيقات جنائية جَمّة بشأن عناصر حاليين وسابقين في داعش. وعلاوةً على ذلك، أدّت ملفاتنا الاستباقية عن المشتبه بهم إلى إنشاء عدّة فرق تحقيق مشترَكة تواصل لجنة العدالة الدولية والمحاسبة تقديمَ المزيد من الدعم لها.
ساهمت اللجنة أيضًا في التحقيقات الحاسمة التي تقودها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، بما في ذلك استعمال الأسلحة الكيميائية من قِبل داعش في مارع بسوريا في الأول من أيلول/سبتمبر 2015.
التحليلات وبناء القضايا
بناءً على هذه الأدلة، أنجزت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة 10 مواجز للقضايا وتقارير، حدّدت فيها هوية مجموعة واسعة من كبار عناصر داعش المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في العراق وسوريا، وتشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية. بالإضافة إلى ذلك، أعدّت اللجنة ثمانية ملفات عن مشتبه بهم منتمين إلى داعش، بينهم قادة وأشخاص متورطين في تجارة الرقيق، وأطلعت عليها جهات إنفاذ القانون في الولايات القضائية التي يقيمون فيها.
بناء القدرات
قدّم فريق من الخبراء الدوليين متعددي التخصصات التدريبَ والتوجيهَ والدعمَ لفريقَي التحقيق في جرائم داعش التابعَين للجنة العدالة الدولية والمحاسبة (سيجا؛CIJA). فاستطاع الفريقان، بفضل احترافهما وتفانيهما وعملهما الدؤوب، أن يجمعا إحدى أقوى مجموعات الأدلة المتعلقة بداعش، التي تم تأمين معظمها في خضمّ نزاع مستمر، مع احترام معايير العدالة الجنائية.
انخرط الكثير من المحققين والمحللين والمحامين السابقين في لجنة العدالة الدولية والمحاسبة (سيجا؛CIJA) في دعم مبادرات أخرى معنية بالعدالة والمحاسبة، بما في ذلك وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء (EUAA)، والمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (ODIHR)، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، والآلية الدولية المحايدة والمستقلة لسوريا (IIIM) التابعة للأمم المتحدة، والآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتَين الجنائيتَين (IRMCT)، وفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد؛UNITAD)، ووكالات التحقيق الوطنية، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية السورية والعراقية والدولية.
"عندما يكون المحقق جزءًا من النسيج الاجتماعي للمنطقة التي يعمل فيها، يكون مؤهلًا للنجاح كمحقق، إذ إنّه يعرف حق المعرفة كيف يفكر أبناء المنطقة، ويستطيع اختيار الطريقة الأفضل والأنسب لإجراء المقابلة مع أيّ حالة يقابلها. كما يمكنه توقع النتيجة أو رد الفعل قبل حدوثه، وبالتالي تجنب مشاكل كثيرة"
محقق ميداني سوري
"أنا أرى أنّني التزمتُ بمبدأ عدم الإضرار وأشعر بذلك لأنّ الشهود يبقون على اتصال بي، وهذا يشير إلى أنّني بنيت جسرًا من الثقة معهم"
محقق ميداني عراقي